لأصعد عليه فأطلع إلى إله موسى الذي يدعيه، ويدعو له، وكأنه يوهم قومه أنه لو كان كما يقول موسى لكان جسما في السماء يمكن الصعود إليه، والاطلاع عليه، وإني لأظنه من الكاذبين فيما يذكر من أمر الإله وما يدعى من شأن النبوة، ولكن أحب أن أحقق الأمر من طرقه المختلفة حتى لا يكون لديّ ولا لديكم شك في أنه ليس لكم إله غيرى، وهذا منه مبالغة في التمويه، وإغراق في التلبيس واللعب بعقولهم: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾.
﴿بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾: بالباطل؛ لأن الاستكبار بالحق لله وحده. ﴿لَا يُرْجَعُونَ﴾: - بضم الياء - من الرجع المتعدى إلى المفعول بنفسه، و - بفتحها - من الرجوع الذي لا يتعدى إلى المفعول بنفسه. ﴿فَنَبَذْنَاهُمْ﴾: طرحناهم ورميناهم. ﴿الْيَمِّ﴾: البحر.
﴿أَئِمَّةً﴾: قادة ودعاة. ﴿لَعْنَةً﴾: طردا وإبعادا عن الرحمة.
المعنى: واستكبر فرعون اللعين وجنوده في أرض مصر، واستعلوا وتعاظموا على الإيمان باللهِ، والتصديق برسالة موسى استكبارا باطلا بغير أهلية ولا استحقاق؛ لأن رؤية العظمة