أي ألقى الله في روع آدم؛ أن يتوسل إِليه بكلمات ألهمه إياها؛ ليتوب الله عليه، فاستقبلها بالأخذوالقبول. والعمل بها حينما تعلمها.
﴿فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ التر بة. لغة الرجوع. والمعنى: رجع عليه بالرحمة، بأَن قبل توبته، وإ نما وحد الضمير في ﴿عَلَيْهِ﴾ مع أن حواءَ شريكة له في الذنب، بإجماع العلماء؛ لأن حواءَ تابعة له في الحكم إذ النساء شقائق الرجال في الأحكام. ولذا طوى ذكرهن في معظم الكتاب والسنة اكتفاء بذكر الرجاك بإزاء الأحكام.
وصف الله نفسه بأنه هو التواب أي: كثير قبول التربة. وهي صيغة مبالغة من التوب بمعنى الرجوع فإذا وصف به الله، كان بمعنى الرجوع عن العقاب إلى المغفرة وقبول التوبة. وإذا وصف به العبد، كان بمعنى الرجوع عن المعصية. ﴿الرَّحِيمُ﴾: العظيم الرحمة.
وبذلك فتح الله للعصاة طريق التربة إِذا عصوا، ليتوب عليهم كما تاب على أَبيهم آدم، لأنه -سبحانه- التواب الرحيم.