للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

﴿بُهْتَانًا﴾: البهتان؛ أَفحش الكذب.

﴿خَطِيئَةً﴾: صغيرة.

﴿إِثْمًا﴾: أي كبيرة.

[التفسير]

١١٠ - ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾:

خلال الحديث عن أصول العدالة والمسئولية الفردية، يشير القرآن الكريم، إِلى المبدإِ الإِسلامي الذي يساير الحق والمنطق. وهو: أَن خطيئة البشر ليست لعنة أَبدية. وإنما هي كبوةٌ يمكن بعدها الاعتدال على طريق الاستقامة: بطلب المغفرة ممن يملكها وهو الله ولا يملكها غيره، مهما كان وضعه بين البشر، ولو كان نبيا مرسلًا؛ لأَنه بحكم بشريته - لا يملك أَمر نفسه مع الله، فمن باب أولى لا يملك لغيره مع الله شيئًا، وفاقد الشيءِ لا يعطيه.

﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا﴾: أي أَمرا قبيحا يسوءُ به غيره كما فعل طعمة باليهودي (١).

﴿أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ﴾: بما يفعله من الذنوب التي يغضب بها الله، ويستحق بسببها عقابه، ولم يحاول أَن يقي نفسه ذلك فيظلمها باقترافه.

﴿ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ﴾: بالتوبة الصادقة، والرجوع إِلى طاعته .

﴿يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا﴾: لما استغفره منه؛ كائنا ما كان الإِثم المرتكب.

﴿رَحِيمًا﴾: متفضلا عليه بقبول التوبة، واستفتاح صفحة نقية لأَعماله. وباب التوبة مفتوح، وما على المذنب إِلا أَن يتوجه إلى ربه وحده بالتوبة، دون وساطة أَو قربان.

فالتوبة في الإِسلام، اتجاه مباشر إِلى الله وحده. فإِنه هو الغفور الرحيم.


(١) رواه البخاري والحافظ ابن مردويه.