﴿يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ معنى إقامتها: تعديل أركانها وحفظها من أن يقع زيغ في فرائضها وآدابها، من أقام العود: إذا قومه.
﴿يُوقِنُونَ﴾: يؤمنون أقوى الإيمان.
﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ﴾: أي أولئك المؤمنون المحسنون في أعمالهم مُتَمَكِّنُون من الهدى الذي جاءهم من ربهم.
[التفسير]
١ - ﴿الم﴾: الله أعلم بمراده، وقيل: ابتدأ الله بعض السور بمثل هذه الحروف، ليشير إلى أن القرآن مؤَلف من كلمات ذات حروف من جنس ما يؤلف منه العرب كلامهم، وقد أعجز العرب عن أن يأتوا بمثله ومحمد مثلهم، فتلك حجة على أنه من عند الله، أو ليُنبه العقول والأَسماع ويشدَّها إلى الأسماع والإنصات لما يتلى.
٢ - ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾:
هذه الآيات العظيمة الرفيعة القدر والمنزلة آيات القرآن الكريم المكتوب، المشتمل على الحكمة والصواب والعلم النافع.
٣ - ﴿هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾:
هذه الآيات هداية كاملة، ورحمة شاملة للذين يعملون الحسنات التي ذكرها في الآية بعدها، أو الذين يعملون جميع ما يحسن من الأعمال، ثم خص الله منهم ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ لفضل اعتدادهم بها لما لها من أثر فعال في حياة الفرد والمجتمع.
المُحسنون هم الذين يقيمون الصَّلاة، ومعنى إقامتها: تأديتها على الوجه الأكمل بالإتيان بها تامة دون نقص في فرائضها وآدابها، والدَّوام عليها، والمحافظة على أوقاتها، وجمع الهمة عند أدائها وعدم الفتور في أدائها، ويؤْتون الزَّكاة، أي: يُعطونها مُستحقيها،