للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

﴿بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾: بين الجبلين، والسد الجبل والحاجز، والمراد هنا الأول كما تقدم.

﴿مِنْ دُونِهِمَا﴾: أي قريبًا منهما، والأصل في استعمال لفظ. ﴿دُونَ﴾ أن يكون بمعنى تحت وبمعنى فوق، وبمعنى أمام وبمعنى خلف، أَي أنه يستعمل في الشيء ومقابله، كما يستعمل بمعنى غير، انظر القاموس. ﴿لَا يَكَادُونَ﴾: لا يقربون ﴿يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ﴾: اسمان لقبيلتين وقد منع صرفهما. (أي تنوينهما) للعلَمية والعجمة. ﴿مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ﴾: ما هنا بمعنى الذي و (مَكَّني) أصله مكننى بنونين، فأُدغمت الأولى في الثانية أي ما جعلنى الله فيه مَكينًا وعليه قادرًا خيرٌ من خَرْجِكُم، ﴿رَدْمًا﴾: أي حاجزًا حصينًا وسدًا منيعًا بعضه فوق بعض من قولهم سحاب مُرَدَّم، أي متكاثف بعضه فوق بعض. ﴿زُبَرَ الْحَدِيدِ﴾: قطع الحديد، جمع زبرة وهى القطعة. ﴿الصَّدَفَيْنِ﴾: جانبى الجبلين، ومفرده الصدف وهو الجبل، ونقل في الكشف أنه لا يقال للمنفرد صدف حتى يصادفه الآخر، فهو من الأسماء المتضايفة، كالزوج وأمثاله. ﴿قِطْرًا﴾: القطر هو النحاس المذاب وهو قول الأكثرين، وقيل الرصاص أو الحديد المذاب. ﴿أَنْ يَظْهَرُوه﴾: أن يعلوه ويرتقوا فوقه. ﴿نَقْبًا﴾: النقب الثقب والخرق.

﴿دَكَّاءَ﴾: أَي أَرضًا مستوية. ﴿وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ﴾: أي جعلناهم يضطربون ويختلطون.

﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ﴾: الصور آلَةٌ تشبه القرن ينفخ فيها، وتسمى البوق أيضًا، وسيأتى في التفسير بيان آراء العلماء في ذلك بمشيئة الله.

[التفسير]

٩٣ - ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا﴾:

لما أَتم ذو القرنين رحلته إلى المشرق، وأخضع أهله لحكمه، اتخذ طريقا ثالثا ليخضع لسلطانه قوما آخرين لم يدينوا له بعد، حتى إذا وصل في سيره إِلى منطقة تقع بين جبلين معينين، وجد قريبًا منهما قوما لا يقربون من أَن يفهموا ما يقال لهم منه أو من أَتباعه لقلة فطنتهم، فإنهم لو كانوا أذكياء لفهموا بعض ما يقال لهم بالقرائن.