والمعنى: كذبت ثمود بالإنذارات والمواعظ التي سمعوها من نبيهم، أو كذبوا بالرسل ﵈ فإِن تكذيب أَحدهم وهوصالح تكذيب لجميعهم لاتفاقهم على أُصول الشرائع، وعلى هذا فالنذر جمع نذير، بمعنى منذر، ثم تعجبوا من إلقاءِ الوحى عليه خاصة دونهم فقالوا إنكارًا له: أبشرًا من جنسنا نتبعه، متفردًا ليس له أَتباع ولا نصراء يشدون أَزره ويدفعون عدوه، أو واحدًا من آحادنا لا من أَشرافنا كما يفهم من التنكير، فإذا اتبعناه مع كونه بشرًا واحدًا ونحن أُمة جمة إنا إذا اتبعناه وهو على هذا الحال لفى بُعْد واضح عن الصواب، وجنون بيَّن لأن ذلك بمعزل عن مقتضى العقل، أو كنا في ضلال وسعر، أي: نيران، جمع سعير، وهي النار، يقصدون المبالغة، وروى أن صالحًا كان يقول لهم: إن لم تتبعونى كنتم في ضلال عن الحق وسعر، أَي: نيران، فعكسوا عليه لغاية عتوهم فقالوا: إن اتبعناك كنا إذًا كما تقول، ثم زادوا في إنكارهم وجحدهم لرسالته وتكذيبهم له حيث قالوا: أألقى عليه الكتاب والوحى من بيننا وفينا من هو أحق وأولى منه بالنبوة؟! وهو استفهام معناه الإنكار، ومرادهم