للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ (١)

والتعبير بقوله: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ بعد قوله: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ لتقرير وحدانية الإله وتأكيدها. ونفى الشريك عنه نفيًا حاسمًا، باستعمال أسلوب القصر.

وبعد أن ذكر هذه الآية الناطقة بتوحيد المعبود، أتبعها ما يدل على ذلك فقال:

﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٦٤)

[المفردات]

﴿وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾: أي تعاقبهما، أو اختلافهما بالزيادة والنقصان وغيرهما.

﴿وَالْفُلْكِ﴾: اسم يُطلق على سفينة أو أكثر، بلفظ واحد. ومن الأول: ﴿فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ (٢) ومن الثاني: ﴿حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ﴾ (٣).

﴿وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ﴾: أي ونشر فيها من كل نوع من الدواب. والدابة: ما يدب، ويمشي على الأرض.

﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ﴾: أي تقليبها جنوبًا وشمالًا وشرقًا وغربًا، حارة وباردة، إلى آخر أنواعها.

﴿وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ﴾: المنقاد لله: يوجهه كيف يشاء.


(١) سورة الأنبياء: ٢٢.
(٢) سورة الشعراء: ١١٩.
(٣) سورة يونس: ٢٢.