للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الماءِ حذرًا من أَن يبتل طرف ثوبها، ورأَى سليمان منها ذلك، وأَحس دهشتها وحذرها وقال لها: إنه صرح مملس من زجاج أَبيض صاف، فلا تحذرى ولا تخافى بللًا. قالت بلقيس وقد رأت هذه القدرة الفائقة، والنعمة السابغة على سليمان - قالت -: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي﴾: بقيامى على عبادة الشمس، وتأخير إسلامى، وأسلمت لله رب العالمين مع سليمان متابعة له.

وفي التعبير بقوله: ﴿للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ دون: ﴿وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ﴾ حسب ما يقتضيه سياق الأُسلوب، التفاتٌ إلى الاسم الجليل، ووصفه بربوبيته العالمين لإظهار ما تم لها من كمال معرفتها الأُلوهية، واعتزازها بربوبيته، وتأْكيدًا لاستحقاقه التوحيد والعبادة.

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (٤٥) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٦) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (٤٧)

[المفردات]

﴿بِالسَّيِّئَةِ﴾: المراد بها: التكذيب، أو العقوبة التي تسيءُ.

﴿الْحَسَنَةِ﴾: التصديق، أو التوبة.

﴿اطَّيَّرْنَا﴾: تشاءَمنا، وأصله: تطيَّرنا، قلبت التاءُ طاءً وأُدغمت في الطاء، ثم اجتلبت همزة الوصل للتوصل بها للنطق بالساكن.

﴿طَائِرُكُمْ﴾: سبب شؤمكم. ﴿تُفْتَنُونَ﴾: تختبرون.