الماءِ حذرًا من أَن يبتل طرف ثوبها، ورأَى سليمان منها ذلك، وأَحس دهشتها وحذرها وقال لها: إنه صرح مملس من زجاج أَبيض صاف، فلا تحذرى ولا تخافى بللًا. قالت بلقيس وقد رأت هذه القدرة الفائقة، والنعمة السابغة على سليمان - قالت -: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي﴾: بقيامى على عبادة الشمس، وتأخير إسلامى، وأسلمت لله رب العالمين مع سليمان متابعة له.
وفي التعبير بقوله: ﴿للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ دون: ﴿وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ﴾ حسب ما يقتضيه سياق الأُسلوب، التفاتٌ إلى الاسم الجليل، ووصفه بربوبيته العالمين لإظهار ما تم لها من كمال معرفتها الأُلوهية، واعتزازها بربوبيته، وتأْكيدًا لاستحقاقه التوحيد والعبادة.