للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٣٧)

[المفردات]

﴿عَاقِبَةُ الدَّارِ﴾: هي العاقبة والنهاية المحمودة لقوله تعالى: ﴿لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ﴾. و ﴿الدَّارِ﴾ هي: الدنيا.

[التفسير]

٣٧ - ﴿وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى … ﴾ الآية.

تتعلق بهذه الآية مباحث:

أولًا: أن موسى يعني نفسه بقوله: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ﴾.

ثانيا: أن السياق يقتضي عدم العطف بالواو لأن الموقع موقع سؤال وجواب، ولكنه جاة عطفا بالواو على قولهم: ما هذا إلا سحر مفترى ليوازن الناظر بين القولين، ويتبصر فساد أحدهما وصحة الآخر.

ثالثا: أن الآية جرت على أسلوب التشكيك والتعمية استجهالًا لهم على حد قوله: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

والمعنى: قال موسى ردا على قولهم: ﴿مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى﴾ ربي أعلم منكم بحال من أهله للدعوة إلى الهدى والفلاح الأعظم حيث جعله نبيا وبعثه بالهدى، ووعده العاقبة المحمودة في الدنيا، وعاقبتها أن يختم للإنسان فيها بما يفضى به إلى الجنة بفضل الله وكرمه.

ووجه اختصاص العاقبة بالعاقبة المحمودة دون مطلق العاقبة: أنها هي التي دعا الله إليها عباده، وحضهم عليها، وهيأ فيهم العقول التي ترشدهم إليها، وقال عنها: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.