لما تضمنت الآية السابقة نهى الله رسوله ﷺ، عن إجهاد نفسه فوق طاقتها - رحمة به - جاءَت هذه الآية والتي تليها تسلية له صلوات الله وسلامه عليه وتسكينا لأسفه الشديد وحزنه، لما جاء فيها من أنهم مجزيُّون على أعمالهم.
والمعنى: إنا أنشأنا جميع ما على الأرض: حيوانا كان أَو نباتا أَو معدنا - أنشأناه زينة لها ولأهلها، ينتفعون به ويتمتعون إلى حين.
﴿لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾:
أي لنعاملهم معاملة المختبر، ثم نجزىَ كلًّا منهم علي حسب عمله وإخلاصه لله فيه، فكل العباد نبتليهم بالتكاليف ونحاسبهم عليها. فمن خالف ربه وعصاه عوقب علي عصيانه ومخالفته؛ ومن أحسن أثيب على إحسانه ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾ (١).