﴿لَأَكِيدَنَّ﴾: الكيد؛ الاحتيال لإلحاق الأَذى بغيرك. ﴿تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ﴾: تَنْصرفوا عنها وتتركوا حراستها. ﴿جُذَاذًا﴾: قطعًا، من الجذِّ وهو القطع. ﴿يَذْكُرُهُمْ﴾: يتحدث عنهم بما يعيبهم. ﴿كَبِيرًا﴾: أَي كبيرًا في تعظيمهم له، أَو في حجمه.
﴿يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾: يسمى بهذا الاسم. ﴿عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ﴾: على شهود منهم، جمع عَيْن بمعنى شاهد. ﴿يَشْهَدُونَ﴾: يحضرون مساءَلته وعقوبتنا له على فعله.
﴿فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ﴾: فعادوا إِلى أَنفسهم يتلاومون. ﴿الظَّالِمُونَ﴾: الذين ظلموا أَنفسهم بعبادة ما لا يعقل.
﴿نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ﴾: انقلبوا عليها، والجملة كناية عن أَنهم رجعوا عن رأيهم وذلك بالشروع في الجدل.
أكد إِبراهيم ﵇ ما اعتزم من الكيد للأَصنام بلام القسم ونون التوكيد في قوله: ﴿لَأَكِيدَنَّ﴾.
والظاهر أَنه ﵇ لم يواجههم بالوعيد والتهديد المفهوم من الآية، لأَن المواجهة لا تتفق مع الكيد والاحتيال للإيقاع بالأَصنام وتكسيرها.
روى أن (آزر) خرج هو وقومه في يوم عيد لهم، فبدأوا ببيت الأصنام فدخلوه وسجدوا لها ووضعوا بينها طعامًا، وقالوا: إلى أَن نرجع تكون الآلهة قد بَرَّكت عليه فنأْكل منه، فذهبوا وبقى إِبراهيم معتذرًا بأَنه سقيم، ثم نظر إليها وكانت سبعين صنمًا مصطفة، وثَمَّة صنم عظيم، ونظر إبراهيم إِلى ما بين أيديها من الطعام فقال لها - مستهزئًا -: أَلا تأْكلون؟ فلمَّا لم يجيبوه قال: ما لكم لا تنطقون؟ فراغ عليها ضربًا باليمين وجعل يكسرها بفأْس في يده حتى إذا لم يبق إِلاَّ الصنم الكبير، علق الفأس في عنقه ثم خرج. أهـ