﴿شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ (١) فاصبر أَيها النبي على أَباطيلهم، كما صبر الأَنبياء قبلك على ضلال المجرمين من أَقوامهم.
﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا﴾: وعد كريم لرسوله ﷺ بهدايته إِلى بلوغ كافة مطالبه التي تُيسِّر له النصر على أَعدائه، أَي: وحسبك أَن تلقى تأْييد ربك الذي هو مالك أَمرك، وأَن تظفر بهدايته إِياك إلى ما يصلح شأْنك، ويحقق نصرك على أَعدائك، لتبلغ غاية الكمال، وتصل إلى أَسمى الغايات التي من جملتها تبليغ ما أُنزل إليك، وإِجراءُ أَحكامه في ربوع الدنيا، وبين جنباتها إلى أَن يبلغ الكتاب أَجله.
وقيل: المعنى وحسبك أَن يكون ربك هاديًا لمن آمن بك، واتبع الكتاب الذي أُنزل عليك، ونصيرًا لك على غير هؤلاءِ المؤمنين.