للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٢٢ - إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا):

أَي: إِن هذا الذي أَنعم به عليكم في الجنة كان جزاءً وثوابًا على ما قدمتم من أَعمال صالحة وأَفعال مبرورة في دنياكم، نظيره قوله تعالى: "كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ" (١).

يقال لمن يعاقب: هذا بعلمك السيء الردئ فيزداد غمه وأَلم قلبه، ويقال للمثاب: هذا لك بطاعتك، فيكون ذلك تهنئة له وزيادة في سروره.

(وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) أَي: وكان عملكم الذي عملتموه في الدنيا مقبولًا لدى الله ومرضيًّا منه -سبحانه- فيكون بهذا قد جمع الله لعباده الطائعين بين منزلة رضاهم عن ربهم بالثواب العظيم في الجنة، وبكونه -عز شأْنه- رضي عنهم بقبول عملهم وشكرهم عليه فتكون نفوسهم في تلك الحالة قد وصلت إِلى أَنها راضية مرضية، وهذه هي أَعلى الدرجات وأَرفع المقامات؛ فكانت جديرة أَن يختم الله بها مراتب الأَبرار وأَحوال المتقين والصديقين الأَطهار.

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (٢٣) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (٢٤) وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٢٥) وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (٢٦))

[المفردات]

(آثِمًا): ذا إِثم وذنب، أَو المبالغ في ارتكاب الذنوب.

(كَفُورًا): الكفور: المتناهي في الكفر الداعي إِليه.

(بُكْرَةً): أَول النهار.

(أَصِيلًا): الأَصيل: هو الوقت بعد العصر إِلى المغرب.


(١) الحاقة: الآية ٢٤