وقيل: كلام المؤمنين للرد على الكافرين وآرائهم الضالة وأقيستهم الفاسدة؛ لأَن الله يطعم بأَسباب: منها حث الأَغنياءِ على إِطعام الفقراءِ وتوفيقهم له، وذلك لحكمة غابت عن عقولهم، وهي نشر المودة والرحمة والتعاون والعدل الاجتماعي.
ولقد نزلت الآية الكريمة في مشركي قريش حين قال فقراءُ أَصحاب رسول الله ﷺ: أَعطونا مما زعمتم من أَموالكم أَنها لله، يعنون قوله - تعالى -: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا﴾ (١) فحرموهم وقالوا: لو شاءَ الله لأَطعمكم.
وعن ابن عباس: كان بمكة زنادقة فإِذا أمروا بالصدقة على المساكين قالوا: لا والله أيفقرهم الله ونطعمهم نحن؟ وعن الحسن وأبي خالد أَن الآية نزلت في اليهود أُمروا بالإِنفاق فقالوا ذلك، والظاهر أَنها في كفار مكة كما يقدم.