للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل إِلى كل مكلف من أُمة الدعوة المحمدية، فإِن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لا يتصور منه أَن يكون مكذبا لآيات الله وهو يدعو الناس إلى الإِيمان بربه.

والمعنى: وكما نهيناك أيها المكلف عن الشك فيما أَنزلناه إليك على لسان محمد، ننهاك عن التكذيب بآيات الله، فلا تكونن من جملة المكذبين بدين الإِسلام، فتكون بذلك التكذيب في عداد الخاسرين في الدنيا والآخرة.

{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}

التفسير

في هاتين الآيتين بيان شدة إصرار أهل الكفر على الجحود والعصيان ولو جاءَتهم كل آية طلبوها أو لم يطلبوها، وأَن اقتراحهم ما هو إلا تعلة لرفضهم الإِسلام، لعدم تحقيقها وبيان ذلك فيما يلي:

٩٦ - {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ}: أي إن الذين حقت ووجبت عليهم كلمة ربك أي حكمه وقضاؤه بأَنهم لا يؤمنون، بل يموتون على الكفر ويخلدون في النار، بسبب ما علمه منهم من الإِصرار على تكذيب رسوله تكبرًا وعنادًا، وتقليدًا للآباءِ والأجداد، فآثروا الضلالة على الهدى، مع وضوح الحق، ودوام التذكير.

٩٧ - {وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}: أَي إن هولاءِ الذين حكم الله بعدم إيمانهم وخلودهم في النار بسبب اختيارهم العمى على الهدى لا يستجيبون لدعوة الحق ولو جاءَتهم كل آية كونية طلبوها أو لم يطلبوها، وكل آية نقلية من شأْنها أَن تجذب

<<  <  ج: ص:  >  >>