إن كلًّا منهما تضمن ذكر نعمة من نعم الله على أَهل مكة؛ فالأُولى (سورة الفيل) تضمنت إهلاك عدوهم الذي جاءَ ليهدم بيتهم وهو أَساس مجدهم، والثانية (سورة قريش) ذكرت نعمة أُخرى، وهي اجتماع أَمرهم والتئام شملهم ليتمكنوا من القيام برحلتي الشتاءِ والصيف، ولشدة الصلة بين السورتين كان أُبي بن كعب ﵁ يعتبرهما سورة واحدة.
[مقاصد السورة]
١ - في هذه السورة الكريمة يبين الله فضله على قريش ويَمُنُّ عليهم بأَنه حمى البيت من الأَعداءِ، وجعلهم عُمَّاره وأَهل جيرته، وبهذا اكتسبوا عزًّا ومجدًا، وهو الأَمن، فهم يمضون إلى مزاولة تجارتهم بين الشام واليمن، دون أَن يعترض طريقهم أَحد، وهم بهذا ضمنوا -إلى نعمة الأَمن- نعمة الغنى واليسار:
٢ - وهذه كلها نعم توجب عليهم عبادة ربهم الذي أَطعمهم من جوع وآمنهم من خوف:(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).