وإخلاصم العبادة لله رب العالمين، وتوكلهم عليه وحده في كل ما يعملون وما يتركون، واستعانتهم به على تحمل مشاق التكاليف ونزغات الشيطان، أو أنه كما قال الثورى: ليس له عليهم سلطان يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه.
أي ما سلطانه وتأثيره وهيمنته وولايته، إلا على أتباعه الذين يطيعونه ويستجيبون لإغرائه ووسوسته إلى درجة الشرك، وهم بمعزل في غوايتهم هذه عن القهر والإكراه، فلو أصروا على عصيانه لنجوا من كيده، حيث يقول جل شأنه حكايته عن إبليس: ﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي﴾ وفي ذلك يقول الله تعالى لإبليس: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ (١).