﴿لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ﴾: لأستولين عليهم بالإغواء، يقال، احتنك فلان فلانا، إذا استولى عليه وتولى قيادته كما يحتنك الإنسان الدابة بأن يضع حول فمها حبلا يقودها به وهو الرسن.
واذكر يا محمد للمشركين الذين استجابوا لإغواء إِبليس في الضلال والكفر، قصة عداوته للبشرية. اذكر لهم حين قلنا للملائكة آمرين: اسجدوا لآدم الذي أبدعته قدرتنا من طين - اسجدوا - تحية له وتعظيما لقدرتنا، فاستجابت الملائكة فسجدت سجود طاعة لربها وتعظيم لآدم الذي خلقه دون وسيط، ولكن إبليس أعلن التمرد والعصيان في تكبر واستعلاء.
﴿قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا﴾:
أي قال: كيف أَسجد وأنا مخلوق من النار لمخلوق خلقته من الطين المهين …
وهو بهذا يعلن عصيانه لأوامر الخلاق العظيم ويجحد حكمته التي اقتضت خلق الإنسان وجعلته خليفته في أرضه، وحامل أمانته بين خلقه، وتعليمه الأسماء