لخيراتهم ومنافعهم، وجعل ذلك كله شاهدا لأنه هو الخالق المدبر الحكيم، الرءوف الرحيم، المستحق لشكرهم إياه بالإخلاص في عبادته وحده، وإنما اقتصر في البلاء على أيهم أَحسن عملا، مع أن منهم من هو حَسَنُ العمل ومنهم من هو سيئه، ليحثهم بذلك على التنافس في إِحسان العمل، وليرشدهم إلى أن الغاية العظمى من خلق ذلك هو أن يكونوا في عملهم على أحسن وجه وأَكمله، بقدر استطاعتهم واجتهادهم وفي حدود طاقتهم.
أَي ولئن قلت أَيها النبي تبليغا للناس إِنكم جميعًا مبعوثون من بعد الموت للحساب وما يترتب عليه من ثواب أو عقاب وأقمت الأَدلة عليه.
﴿لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾: أَي لانفرد الكافرون بإنكار البعث، وليقولُن تكذيبا لك: ما البعث الذي تخيفنا منه، أو القرآن المشتمل على الإنذار به، إِلا كالسحر يخدع ويغر ولا ثبات له ولا دوام، يعنون بذلك أن لا بعث ولا حساب ولا ثواب ولا عقاب.