للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾: المراد من طببات الأرزاق: مستلذاتها وفي الكلام قول مقدر.

أي: وقلنا لهم: كلوا.

﴿وَمَا ظَلَمُونَا﴾ بتركهم لشكرنا، وإقبالهم عل معصيتنا، واقتراحهم أدنى الأرزاق وهو الفوم والعدس والبصل، بدلًا من خيرها وهو المن والسلوى ﴿لَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾: أي ولكن كانوا لا يظلمون سوى أنفسهم، بتعريضها للعقاب والحرمان، دون أن يعود شئً من ظلمهم وآثاره على الله، والتعببر بجملة ﴿كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾: يشير إلى أن الظلم لأنفسهم كان خلُقًا قديما فيهم، وأنهم مستمرون عليه.

﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (٥٨) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٥٩)﴾.

[المفردات]

﴿الْقَرْيَةَ﴾: المدينة من قريتُ إذا جمعت، سميت بذلك لأَنها تجمع الناس، وقبل:

القرية: مسكن القلة من الناس. والمدينة: مسكن الكثرة منهم. والمشهور عن ابن عباس وغيره: أنها بيت المقدس.

﴿رَغَدًا﴾: واسعا هنيئا.

﴿حِطَّةٌ﴾: أي حطٌ لذنوبنا وغفرانٌ لها.

﴿رِجْزًا﴾: أي عذابا، وراؤه مثلثة. لغة.

[التفسير]

٥٨ - ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ … ﴾ الآية