والمعنى الإِجمالى للآية: يوم ترون آثار هذه الزلزلة العظمى تنسى كل أُم ترضع ولدها أَنه في حجرها، وأَن ثديها في فمه، وتغفل عنه غفلة تامة، لشدة ما أَصابها من الرعب والفزع والذهول من أَهوالها، وتتحلل عضلات الإِمساك في أَرحام الأُمهات فلا تستطيع الحفاظ على أَجنتها، فتنحدر تلك الأَجِنَّةُ دون إرادة من أُمهاتها. وترى الناس من قُوَّة الهول والفزع كأَنهم سكارى من شدة الذهول والهذيان، وليسوا سكارى على الحقيقة، ولكن عذاب الله يومئذ شديد عنيف. نسأَل الله الأَمان واللطف بعباده.
قال الزمخشرى في كشافه: روى أَن هاتين الآيتين نزلتا في غزوة بنى المصطلق. فقرأَهما رسول الله ﷺ، فلم يُرَ أَكثر باكيا من تلك الليلة، فلما أَصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب ولم يضربوا الخيام وقت النزول ولم يطبخوا قدرا، وكانوا من بين حزين وباك ومفكر.
﴿يُجَادِلُ﴾: يخاصم ويحاور، والجدل: شدة الخصومة والمدافعة (مَرِيدٍ): متجرد للفساد، من قولهم: شجرة مرداءُ لا ورق لها، وغلام أَمْرَدُ لمن لم ينبت شعر لحيته.
تحدثت الآيتان السابقتان عن زلزلة الساعة وأَهوالها ومظاهر الرعب التي تحدث فيها وعن وجوب تقوى الله والعمل ليوم الوعيد، تفاديا للعذاب الشديد. وجاءَت هذه الآية