لفظ (هذا) يشير إلى القرآن الكريم، ومعنى الآية: هنا القرآن نذير لكم من جنس الكتب الأُولى التي جاء بها الرسل السابقون، فإنها أنذرتهم من عذاب الله على شركهم كما أنذركم القرآن، وبهذا الرأي قال قتادة.
وقيل: إنَّهُ يشير إلى نبينا محمَّد ﷺ والمعنى: هذا النبي منذرٌ لكم، من جنس الأنبياء المنذرين قبله، فإن أطعتموه نجوتم من عذاب الله، وإن خالفتموه لَحِق بكم ما حلّ بمكذبي الرسل السابقين.
أي: قربت الساعة الموصوفة بالقرب في عدة مواضع من القرآن الكريم، وقيل: لفظ الآزفة: علمٌ بالغلبة على الساعة.
وقد أخبر الله - تعالى - أن هذه الآزفة ليس لها من غير الله نفس كاشفة ومبينة لوقت وقوعها، لأنها من أخفى المغيبات، فالكشف هنا بمعنى التبيين، وهذا هو رأي الطبري والزجاج، وهذا التفسير موافق في المعنى لقوله - تعالى -: ﴿لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾ (١) هو من أحسن ما قيل في معنى الآية.
والتاء في (كاشفة) لتأنيث الموصوف المُقدَّر، وهو كلمة (نفس) التي ذكرناها في معنى الآية، وقيل: إن كلمة (كاشفة) مصدر من المصادر السماعية كالعافية وخائنة الأعين، أي: ليس لها من دون الله كشف وتبيين.