ومعنى الآية: وأعطينا داود ابنه سليمان وورثناه إياه، وكان سليمان حقيقًا بتلك المنزلة وجديرا بهذه الوراثة المباركة، فقد أثنى عليه ربه فقال: ﴿نِعْمَ الْعَبْدُ﴾، فوصَفَةُ بالْعُبُودِيَّة، والعبودية من أشرف الصفات وأسمى النعوت، فقد نعت بها سيد الخلق رسولنا ﷺ قال - تعالى -: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ (١)، وقال ﷺ"أفلا أكون عبدًا شكورًا" كما وصف سيلمان بأنه ﵇ كان كثير الرجوع إلى ربه يتوب إليه ممَّا عساه أن يكون قد بدر منه من فعل غير الأولى، أو أنه كان يكثر الرجوع إلى تسبيح الله وتنزيهه.
أي: اذكر يا محمد ما كان من أمر سلمان في استعراضه الخيل في منتصف النهار، تلك الخيل التي وصفت بالصفون والجودة فجمعت بين وصفين محمودين، فإذا وقفت كانت ساكنة مطمئنة في موقفها، وإذا جرت كانت سراعًا خفافًا في جريها.