مثل لإخراج الله الحى من الميت وهو الصلصال بعد الحمأْ المسنون، أَما الميت يخرجُهُ اللهُ من الحى، فكالجنين يخرجه الله من أُمه ميتًا، وكالحيوان يميته الله بعد أَن كان حيًّا، وقيل في معناه: يخرج المؤمن من الكافر. والكافر من المؤمن. وقيل غير ذلك.
﴿وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾: أَي ومن يقوم بتدبير أُمور العالم كله بعد إيجاده، فسيكون جوابهم أَن فاعل ذلك كله هو الله رب العالمين وحده بلا تردد في الجواب ولا تأْخير، إذ لا مجال للمكابرة لوضوحه غاية الوضوح، ولأنهم معترفون به، ثم يأمر الله نبيه ﷺ أَن يقول لهم تبكيتًا وتوبيخًا بقوله: ﴿فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾.
أَي أَتقرون بأَن الله هو الرزاق، وهو الذي يهب السمع والأبصار ويملكهما، والذي يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى، والذي يدبر أَمر الكائنات بحكمته - أَتقرون بذلك - فلا تقون أَنفسكم من عذابه بترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، ولا تقدر على شيءٍ من هذه الأُمور.
أَليس الأَجدر بمن يقرون بذلك كله أَن يؤمنوا بالله وحده، ويتقوه ويعبدوه مخلصين له الدين.