وهناك قول ثان. وهو أَن الظرف في قوله: ﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ متعلق بقوله:
﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ﴾.
وعلى هذا، يكون وعد الرسول للمؤمنين بالإمداد بثلاثة آلاف وخمسة آلاف - إنما ذلك في غزوة بدر، بعد ما أمدهم بألف؛ ليزدادوا ثباتًا.
وهذا الرأى ارتضاه ابن جرير، وهو مرويّ عن الحسن البصري، وعامر الشعبي، والربيع بن أنس وغيرهم.
والظاهر هو الرأي الأوَّل، كما قلنا.
﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١٢٦) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (١٢٧) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (١٢٨) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
[المفردات]
﴿لِيَقْطَعَ طَرَفًا﴾: لينقص فريقًا من الكافرين بالقتل والأَسر.
﴿يَكْبِتَهُمْ﴾ الكبت: شدة الغيظ، أَوْ وَهْنٌ يقع في القلب.
﴿فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ﴾: فيرتدوا منقطعي الآمال.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute