من أُمور الدنيا فليس بيانه من وظائف الأنبياء ﵇ كما يشير إلى ذلك قوله ﷺ في قضية تأبير النخل:"أنتم أعلمُ بأمور دنياكم".
﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ أي: فاتقوا الله من مخالفتى وافعلوا ما يقيكم من عذابى وأطيعون فما أبلغكم عن الله - تعالى - وفيما أدعوكم إليه من التوحيد وغيره.
وحاصل المعنى: أن عيسى ﵇ ليس معبودًا كما زعم المجادلون؛ لأنه لما جاءهم بالآيات الواضحة والمعجزات البينة قال: قد جئتكم بالإنجيل لأدعوكم الي عبادة الله وحده لا شريك له وإلى امتثال أوامره، واجتناب نواهيه. ولأُبين لكم ما اختلفتم فيه من الأمور الدينية، فاتقوا الله واحذروا من مخالفته وأطيعوه فيما دعاكم إليه من التوحيد وغيره مما تستقيم به أموركم.
بيان لما أمرهم بالطاعة فيه وهو اعتقاد أنه - سبحانه - لا شريك له، والتعريف بالشرائع التي جاء بها الأنبياء ﵈ وهذا المأمور به طريق إلى الله لا عوج فيه ولا يضل سالكه ولا يشقى.