للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويحتمل أَن الوالد: النبيّ لتقدم ذكره بقوله تعالى: "وَأَنتَ حِلٌّ) وما ولد: أُمته؛ لقوله : "إِنَّما أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ لِوَلَدهِ" (١) فأَقسم به وبأُمته بعد أَن أَقسم ببلده مبالغة في تشريفه .

٤ - (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ):

هذا جوب القسم، أَي: أَقسم بالبلد الحرام ووالد وما ولد لقد أَوجدنا الإِنسان محاطًا بتعب ومشقة وعناءٍ، فإِنه لا يزال يقاسي ضروب الشدائد وفنون المتاعب من وقت نفخ الروح فيه إِلى حين نزعها منه وما وراء ذلك؛ فقد خلقه الله أَطوارًا كلها شدة ومشقة، تارة في بطن أُمه، ثم زمان الإِرضاع، ثم إِذا بلغ يكون الكد والتعب في تحصيل المعاش، ويكابد كذلك في أَمر دينه وذلك بالشكر على السَّرَّاءِ والصبر على الضَّرَّاءِ، ويعاني ويُكابد المشاق في أداءِ العبادات، ثم الموت ومساءَلة الملك وظلمة القبر، ثم البعث والعرض على الله إِلى أَن يستقر به القرار إِماَّ في الجنة وإِمَّا في الجنة وإِمَّا في النار.

(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (٦) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (٩) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (١٠))

[المفردات]

(لُبَدًا): جمَّا كثيرًا.

(النَّجْدَيْنِ): طريقي الخير والشر، أَو الثديين.


(١) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان.