وهي مكيّة كما أخرجه البيهقي وغيره عن ابن عباس، وآياتها ستٌّ وتسعون نزلت بعد سورة طه.
[مناسبتها لما قبلها]
سورة الواقعة متَّفقة مع ما قبلها [سورة الرحمن] في أنّ كل منهما وصف القيامة والجنة والنار، قال بعض الأجِلّة: انظر إلى اتصال قوله - تعالى -: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ بقوله - تعالى - في سورة الرحمن: ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾ (١)، وأنه اقتصر في سورة الرحمن على ذكر انشقاق السماء، وفي سورة الواقعة على ذكر رجّ الأرض، فكّأنّ السورتين لتلازمهما وتوافقهما سورة واحدة، ذُكِر في كل شيء.
وقد عُكِس الترتيب فذُكِر في أوَّل سورة الواقعة ما في آخر سورة الرحمن، وفي آخر هذه ما في أول تلك، فافتتح في سورة الرحمن بذكر القرآن ثم ذكر الشمس والقمر ثم ذكر النبات ثم خلق الإنسان والجان، ثم صفة يوم القيامة، ثم صفة النار، ثم صفة الجنة.
وبُدِيء في سورة الواقعة بذكر القيامة، ثم صفة الجنة، ثم صفة النار، ثم خلق الإنسان، ثم النبات، ثم الماء، ثم النّار.
[المعنى العام للسورة]
تقْرعُ سورة الواقعة سَمْعَك، وتبعث الخوف والرهبة في نفسك حين تحدِّثك عن وقوع يوم القيامة، وما يصاحب ذلك الوقوع من أمور جسام، وأحداث عظام، حيث ترج الأرض وتزلزل زلزالها، وتتفتت الجبال تفتيتا وتصير غبارًا منتشرًا متطايرًا، وتذكر أحوال الناس يومئذ وأنواعهم فهم أصناف ثلاثة: