٣ - أن الآيات -بعد ذلك- ذَكَّرت الرسول ﵊ بنعم الله عليه ليكمل إيناسه ويزيد اطمئنانه:(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى).
وكانت نهاية السورة وصيته -سبحانه- لرسوله ﷺ أن يكون على تذكُّر دائم لنعم الله السابقة عليه، وذلك بأَن يرعى اليتيم ويؤويه، ويعطف على السائل والمحتاج ويعطيه، وأن يذكر ويحدث بنعم الله عليه شكرًا له -سبحانه- وتعليمًا لعباده حتى يكونوا على الجادة وسواءِ الصراط.
(وَالضُّحَى): وقت ارتفاع الشمس بعد بزوغها وطلوعها.
(إِذَا سَجَى): إذا سكن أَهله، وقيل غير ذلك.
(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ): ما تركك ربُّك منذ اختارك، وأَصل (ودع) من التوديع، وهو من الدعة وهو أَن تدعو للمسافر أَن يدفع عنه كآبة السفر، وأَن يبلغه الدعة وخفض العيش ثم صار متعارقًا على تشييع المسافر وتركه، ثم استعمل في الترك مطلقًا.