(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ): أَي سر واذهب بأَهلك ليلًا، من أَسرى، وقرئ "فاسر" بهمزة الوصل من سرى، وهما بمعنى واحد. وقيل: أَسرى في السير أَول الليل، وسرى في السير آخره. (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ): أَي جزءٍ منه، أَو من آخره. (أَدْبَارَهُمْ): آثارهم.
(وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ): أَي أَوحيناه إليه. وأَصل القضاء الحكم. ولكنه ضمن معنى الإِيحاءِ فتعدى تعديته بإِلى. (دَابِرَ هَؤُلَاءِ): آخرهم. (مُصْبِحِينَ): داخلين في الصباح. وتأْتى صيغة "أفعل" للدخول في الشيءِ نحو أَشرق، أَنجد، وأَتهم (١). (وَلَا تُخْزُونِ): ولَا تُهِينونى، من الخزى، وهو الذل والهوان، أَو لا تخجلونى، من الخزاية، وهى الحياءُ والخجل.
لما بشرت الملائكة لوطا ﵇ بما أَرسلهم الله به، من إِهلاك المجرمين، وإِنجائه وإِنجاءِ أَهله إِلا امرأَته -أَمروه بما أَمر الله به وهو أَن يسرى بأَهله في جزءٍ من الليل أَو في آخره.
(١) أي دخل في الشروق والنجد وهو المكان المرتفع، والتهامة وهى المكان المنخفض.