ينزلُه بأَرض، ويمسكه عن أُخرى حسبما يريد ويشاء، وتلك من دلائل القدرة الباهرة التي تدعو إلى الإيمان بالله، ومجافاة الكفر به، ولكنهم لم يفقهوا ﴿فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾: أَي: أَبي أَكثرهم ممن سلف وخلف إلَّا كفر النعمة وجحدها وعدم الاكتراث بها، بأَن يقولوا: مطرنا بِنَوْءِ كذا؛ معرضين عن ذكر صنع الله، ورحمته، اعتقادًا منهم أَن النجوم لها الفاعلية والتأْثير، وهذا - والعياذ بالله - كفر، كما صح في الحديث المخرج في صحيح مسلم عن رسول الله ﷺ أَنه قال لأَصحابه يومًا على إِثْرِ سماء أَصابتهم من الليل:"أَتدرون ماذا قال ربكم؟ " قالوا: الله ورسوله أَعلم، قال:"أَصبح من عبادى مؤمن وكافر، فأَما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأَما من قال: مطرنا بِنَوءِ كذا وكذا، فذاك كافر بي مؤمن بالكواكب".
أَي رسولًا يدعوهم إلى عبادة الله ﷿ لتخفَّ عليك أَعباءُ الرسالة، ولكنا لم نفعل، بل جعلناك نذيرا إِلى جميع أَهل الأَرض، وأَمرناك أَن تبلغهم هذا القرآن، كما