للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تنزيههم هذا، لأنكم لا تنظرون في الكائنات نظر المفكرين في خلق الله ومع غفلتكم هذه وعنادكم فإن الله سبحانه أمهلكم فلم يعجل لكم العقوبة، وذلك لحلمه عليكم، لعلكم تثوبون إلى رشدكم وترجعون إلى ربكم، فإذا تبتم وأنبتم كان غفران الله لكم وعفوه عنكم. . فإنه كان ولا يزال كثير الحلم واسع المغفرة، قابل التوب.

﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (٤٥) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (٤٦) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (٤٧) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (٤٨) وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (٤٩)

[المفردات]

﴿حِجَابًا مَسْتُورًا﴾: أي غير حسي فهو لهذا مستور لا يرونه. ﴿أَكِنَّةً﴾: جمع كنان والكنان هو الغطاء الذي يكن فيه الشيء أي يحفظ ويستر. ﴿أَنْ يَفْقَهُوهُ﴾: أن يفهموه فهم تدبر وتأثر واستجابة. ﴿وَقْرًا﴾: صَمَما مانعا من سماعه، والوقر الثقل في الأذن.

﴿وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ﴾: انصرفوا على أعقابهم هاربين معرضين. ﴿نُفُورًا﴾: جمع نافر وهو منصوب على الحال - أي نافرين، والنافر المتباعد المتجافي، أو مصدر نفر منصوب على المفعولية المطلقة لولوا، لأنه بمعناه.