للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١٨ - ﴿وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾:

وينزل الله لكم آياته مبَيَّنةً واضحة الدلالة على الأحكام الشرعية، والأخلاق الكريمة والآداب الجديرة بخير أمة أخرجت للناس، والله مُحيطٌ علمه بأحوال مخلوقاته وما ينبغي لهم من شرائع، حكيم في جميع أفعاله وأحكامه، فالتزموا ما بينه لكم من شرائعه وآدابه.

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (١٩) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (٢٠)

[المفردات]

﴿أَنْ تَشِيعَ (١) الْفَاحِشَةُ﴾: أن تنتشر المقالة المفرطة في القبح.

﴿رَءُوفٌ﴾ الرأْفة: شدة الرحمة.

[التفسير]

١٩ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾:

في هذه الآية تأْديب من الله تعالى لمن يحبون القدح في أَعراض الأعفاءِ من المؤمنين والمؤمنات.

ومعنى الآية: إن الذين يريدون ويختارون أن تنشر تهمة الزنى في عرض المحصنين والمحصنات (٢) من الذين آمنوا ويقومون بنشرها لهم عذاب أليم على إذاعتها في الدنيا والآخرة، لشدة قبح هذه الفرية في حق من افتريت عليه، أما عذابهم في الدنيا فبحد القذف، وأَما عذابهم في الآخرة فبنار جهنم - إن لم يقم الحد عليهم في الدنيا، أو أُقيم عليهم وكانوا


(١) يقال: شاع الشيء شيوعًا وشيعًا وشيوعة، أي: ظهر وانتشر.
(٢) المراد بالإحصان هنا: العفة عن الزنى، فقذف صاحبه هو الذي يوجب الحد سواء كان المقذوف رجلًا أو امرأة.