للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مرة أُخرى وسلامة أَخينا، وسعة الرزق علينا، فلماذا لا تبعث به معنا حتى نحقق هذه المطالب.

٦٦ - (قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللهِ):

قال يعقوب لأَولاده وقد أَلانه كلامهم، وهيأَه لقبول مطلبهم لن أُرسل بنيامين معكم كما طلبتم حتى تعْطونى عهدا مع الله على رده وموثقا من جهته على ذلك. ليكون شهيدا عليكم ومنتقما منكم إِن لم تكونوا أَوفياء.

(لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ):

مرتبط بالقسم المفهوم بما قبله كأَنه قال لهم: لن أُرسله معكم حتى تَحْلفوا باللهِ لتأتننى ببنيامين حين ترجعون من رحلتكم ثانيا إِلى مصر، إِلا أَن تغلبوا بما لا قبل لكم به فيحول دون وفائكم بقسمكم.

وصورة الميثاق الذي طلبه أَبوهم منهم أَن يقولوا مثلا: والله لنأتينك ببنيامين ونحن عائدون من مصر بالطعام إِلا أَن نغلب على أَمرنا بما لا قبل لنا به.

﴿فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ﴾:

أَي فلما أَعطى الأَسباط أباهم يعقوب يمينهم وعهدهم مع الله، قال يعقوب مؤَكدا التوثيق: (اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ): أَنا وأنتم من طلبى القسم وصدور العهد منكم، (وَكِيلٌ): مطلع رقيب، فإِن وفيتم أُجرتم وإِن خنتم انتقم الله منكم.

﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾.

[التفسير]

٦٧ - ﴿وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾ الآية.