للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَصُمًّا﴾: جمع أَصم وهو الذي لا يسمع.

﴿كُلَّمَا خَبَتْ﴾: كلما سكن لهيبها وصار عليها غشاءٌ وطبقة من رماد.

﴿رُفَاتًا﴾: هو في الأصل كما قال الراغب ما تفرق من التبن ويطلق على الحطام، والمراد هنا بَالِينَ متناثرين.

[التفسير]

٩٧ - ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ﴾:

هذا كلام مبتدأ يفصل به سبحانه ما أشار إليه قوله ﴿إنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ أَي ومن يوفقه الله للهداية بحسن استعداده وقبوله للحق، فهو المهتدى إلى الحق، وإِلى كل ما يؤدى إِلى الثواب وحسن الجزاء، أو المهتدى إِلى كل مطلوب يستقيم به دينه، ويتحقق به هداه، ومن يضلِلْه: أَي يتخلى عنه فلا يوفقه للهداية لسوء اختياره، وقبح استعداده، وفساد طبعه، كهؤلاء المعاندين، فلن تجد لهم أَنصارا من دون الله يهدونهم إلى طريق النجاة من عذاب استحقوه بإمعانهم في الضلال والعناد، أو يهدونهم إلى الحق والسعادة في الدارين. وأوثر لفظ الإفراد في قوله ﴿فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾ ولفظ الجمع في قوله ﴿فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ﴾ رعاية للفظ ﴿مَنْ﴾ في الأول ولمعناها في الثاني. تلويحا بوحدة طريق الحق وقلة أَتباعه، وتعدد سبل الضلال، وكثرة الضالين.

﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا﴾: أي أنهم بعد الحساب يوم الحشر يساقون إِلى جهنم على وجودهم، مدفوعين إليها دفعا سريعا لا يلوون على شيءٍ أَخذا من قول العرب، قدم القوم على وجوههم إِذا أَسرعوا أو أنهم يسحبون إليها على وجوههم كما يفعل في الدنيا مع من يبالغ في امتهانه وتعذيبه أو أنهم يمشون على وجوههم ليدخلوها، ويشهد لذلك ما أَخرجه الشيخان وغيرهما عن أنس قال: يا رسول الله كيف يحشر الناس على وجوههم؟ قال: "الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أَن يمشيهم على وجوههم" وحين يحشرون يكونون عميا لا يبصرون شيئًا تقر به أَعينهم، وبكمًا لا ينطقون