بعد أن ذكر الله سبحانه ما أعده من العذاب للذين كفروا بآيات ربهم واستهزءُوا برسله - ذكر جزاء الذين آمنوا به وبلقائه وعملوا الصالحات، قال الآلوسي تبعًا لأبي السعود: هذا بيان - بطريق الوعد - لمآل الذين اتصفوا بأضداد ما اتصف به الكفرة، إثر بيان مآل الكفرة بطريق الوعيد، أَي: إن الذين آمنوا بآيات ربهم ولقائه سبحانه، وعملوا الأعمال الصالحات، كانت لهم فيما سبق من حُكْمِهِ تعالى ووعده جنات الفردوس أعلى الجنات منزلة وأرفعها درجة، أخرج البخاري ومسلم وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا سَألتُمُ الله تعَالى فاسْألُوهُ الفِردَوسَ: فإنَّهُ وَسَطُ الجَنَّةِ وَأعلَى الجَنَّةِ وَفوْقهُ عَرْشُ الرحمَن، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ). وفي التعبير بقوله "كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الفِردَوْسِ نُزُلًا". إِيماءٌ إِلى أَن أثر الرحمة، يصل إِليهم بمقتضى الرأفة الأزلية، بخلاف ما مر من جَعْل جهنم للكافرين نُزُلًا، فإنه بموجب ما حدث من سوء اختيارهم.