والمعنى: وكم من دابة من الدواب التي تمشي على الأرض لا تطيق حمل رزقها، أو لا تدخره، الله وحده يرزقها ويرزقكم، وإنها مع ضعفها وتوكلها، وأنتم مع قوتكم واجتهادكم سواء في أنه لا يرزقها وإياكم إلا الله؛ لأن رزق الكل بأسباب هو المسبب لها وحده، فلا تخافوا على معاشكم بالهجرة، والله هو العظيم السمع فيسمع قولكم، والمحيط العلم فيعلم نياتكم وضمائركم.
وعن ابن عيينة: ليس شيء يخبأ إلاَّ الإنسان والنملة والفأرة. ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
عيّر المشركون المسلمين بالفقر، وقالوا: لو كنتم على حق لم تكونوا فقراء، وكان هذا منهم مغالطة وتمويهًا؛ إذ كان في المشركين فقراء أيضًا، فجاءت هذه الآية تزيل هذه الشبهة، وتسجل عليهم الاعتراف بقدرة الله على كل شيء، ومن جملة ذلك الغنى والفقر.
والمعنى: وبالله لئن سألت - يا محمَّد - هؤلاء المشركين الجاحدين أنعمى: من خلق السموات والأرض، وأخرجهما من العدم إلى الوجود على أدق نظام وأبدع إحكام، وذلَّلَ الشمس والقمر وسيرهما في دورانهما على طريقة واحدة لا يختلف تعاقبهما، فيجد الناس