للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد اجتاز هذا السد تيمورلنك بجيشه، ومر به (شاه روح) وكان في خدمته الألمانى (سبلدبرجر) الذي جاء ذكر السد في كتابه، وذلك في أوائل القرن الخامس عشر، كما جاء ذكر هذا السد في رحلة الأسبانى (كلافيجو) سنة ١٤٠٣ م، وكان رسولا من ملك قشتالة (١).

[آراء أخرى في مواطنهم]

ويرى بعض المؤرخين أنهم يسكنون قريبا من خط عرض (٩٠) تسعين من جهة الشمال، وأنه هو المراد بآخر الجربياء في كتاب النبي حزقيال، وأن جبليهم هما جبلا (أرمينية وأذربيجان) وأن سَدَّ ذى القرنين هو سد (باب الأبواب) المشهور، وهذا يستلزم أن يكون يأجوج ومأجوج من الخزر والترك، وأن الذي بنى السد هو ملك الفرس غورش الذي تقدم ذكره، لأنه هو الذي بنى سد (باب الأبواب) - وهذا يخالف ما عليه أكثر المؤرخين من أن الذي بقى سد يأجوج ومأجوج هو الإسكندر المقدونى، وقد بناه في آسيا الوسطى شمال الصين، واسمه "باب الحديد".

أَما سد (باب الأبواب) فقد بناه ملك الفرس بناحية أرمينية، لأغراض تتعلق بأمن وسلامة أهل هذه المنطقة ممن كانوا يغيرون عليها من الهنغوليين، فهم الذين حملوا شعب الخزر على الهجرة إلى شرق أوروبا، بسبب كثرة غاراتهم عليهم، وهناك اندمجوا فيهم، والهنغوليون غير يأجوج ومأجوج، الذين كانوا يسكنون بآسيا الوسطى شمال الصين وعلى أي حال فالسدَّ الذي تحدث عنه القرآن وبناه ذو القرنين حقيقة واقعة سواءٌ كان (سد باب الحديد) شمال الصين أم كان (سد باب الأبواب) بناحية أرمينية، وكلاهما مصدق لما جاء به القرآن الكريم، سواءٌ بناه الإسكندر شمال الصين، أم بناه الملك الفارسى بناحية أرمينية، وإطلاق صفة ذى القرنين على هذا أو ذاك، تقدم بيانه في تفسير قوله تعالى:

﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوعَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا﴾.


(١) راجع ج ٩ ص ١٩٨ من تفسير الجواهر للشيخ طنطاوى جوهرى.