دَعَا المنافقون -في أعقاب هزيمة أُحد- إلى طلب الأَمان من أبي سفيان: رأس المشركين يومئذ، كما قالوا للمؤمنين المنهزمين: ارجعوا إلى إخوانكم، واطلبوا الأَمان منهم، وادخلوا في دينهم. فنزلت هذه الآية تحذيرًا للمؤمنين من طاعة المنافقين، الذين كفروا بنفاقهم.
وقيل: نزلت بسبب قول أهل الكتاب للمؤمنين: لو كان محمد نبياً حقًّا، لما غُلِبَ، ولما أصاب أصحابَهُ ما أصابهم .. وخصوص السبب، لا يمنع إرادة العموم من اللفظ.
والمعنى: يأَيها المؤمنون: إن تطيعوا الكافرين -في فضائحهم الزائفة وتشكيكاتهم الواهية- يرجعوكم إلى ما كنتم عليه في الجاهلية، من الكفر والمعاصي، فترجعوا خاسرين في الدنيا والآخرة.
أما في الدنيا، فبالذلة والهوان بالأنقياد إلى الأعداء. وكفى به مهانة.
وأما في الآخرة، فبالحِرْمان من الثواب العظيم والوقوع في العذاب المقيم .. وكفى بذلك خسرانا.