قال كثير من المفسرين: إن المراد بالذين كفروا - هنا - هم مشركو مكة. وذلك لأنهم رأَوا - وهم في الطريق إلى مكة عائدين من أُحد - أنهم أخطأوا إذ لم يقضوا على المسلمين، فأرادوا الرجوع للقضاء على من بقى منهم. حتى يتم لهم النصر. فنزلت هذه الآية، تطمينًا للمسلمين.
المراد بوعد الله: ما تكرر في القرآن؛ من نصر المؤمنين إذا صبروا وصدقوا في القتال. كقوله تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ (١).
والمعنى: ولقد حقق الله لكم وعده بالنصر على الكافرين، إذ تستأصلونهم بالقتل بأَمر الله وقضائه. كما حدث في أَول غزوة أُحد، حيث مكنهم من قتل جماعة من صناديد قريش، وظل النصر حليفهم إلى وقت اختلاف الرماة مع رئيسهم -ابن جبير- وذلك حين رأَوا اشتغال الجيش بجمع الغنائم عند أول بوادر النصر … فهو يرى ألَّا يبرحوا أماكنهم كيفما كانت المعركة؛ امتثالا لأَمر الرسول ﷺ. وهم يرون الانصراف إلى جمع