للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧ - (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا):

أَي: هي للأَرض كالأوتاد التي تُشَد بها البيوت من الشعر ونحوه، صيانة لها من أَن تتقاذفها الرياح، أَو تتلاعب بها العواطف، وعلى ذلك فالجبال لتثبيت الأَرض واستقرارها، حتى لا تميد بكم أَو يختل توازنها في دورانها فلا تصلح لسكناكم، مع ما في الجبال من المنافع الجمة التي لم تخلق الأَرض لمثلها، وشبهت بالأوتاد لبروزها، أَو لأَنها تحفظ الأَرض من الْمَيَدَانِ والاضطراب.

٨ - (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا):

أَي: مزدوجين ذكرًا وأُنثى ليتم الائتناس، والتعاون، وحفظ الجنس، وينتظم أَمر المعاش، وقيل: أَصنافًا من اللون، والصورة، واللسان.

٩ - (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا):

أَي: جعلناه كالسبات -وهو الموت- من السبْت: وهو القطع، ووجه تشبيه النوم به لما فيه من قطع الحركة والعمل، وعلى ذلك قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ) (١) وهذا اختيار المحققين، وقد قيل: النوم أَحد الموتتين، وفي البحر: جعلناه سباتًا، أَي: سكونًا وراحة ... يقال: سبت الرجل: إِذا استراح.

١٠ - (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا):

أَي: ساترا لكم بظلمته كما يستركم اللباس، ويقول الآلوسي: (ولعل المراد بهذا اللباس المشبه به، ما يُستتر به عند النوم كاللحاف ونحوه، فإِن تشبيه ستر الليل به أَكمل، واعتباره في تحقيق المقصد أَدخل) وهو كون الظلام محيطًا بكم كإِحاطة ما يستتر به عند النوم.

والرأَي الذي اختاره غير واحد: إِرادة الأَعم من الذي يستتر به عند النوم وغيره، وأَن المعنى: جعلناه ساترًا لكم بظلمته عن العيون، وللناس في هذا الستر فوائد اللباس، فكما


(١) الأنعام، من الآية: ٦٠

<<  <  ج: ص:  >  >>