للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمعنى: سيحلفون بالله لكم أَيها المؤمنون إذا رجعتم إِليهم من الغزو بأَنهم لم يتخلفوا عنكم إِلا لعذر، وغرضهم من ذلك أَن تعرضوا عنهم وتصفحوا عن تخلفهم.

﴿فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ .... ﴾ الآية.

أَي فاتركوهم أَيها المؤمنون، واجتنبوا مجالستهم والاطمئنان إليهم، ودعوهم وما اختاروه لأَنفسهم من النفاق وعدم الإخلاص في الإِيمان، لأَنهم نجس وقدر، فبواطنهم خبيثة وأَعمالهم قبيحة، ومرجعهم ومقرهم جهنم جزاءً بما استمروا على اكتسابه من النفاق والعصيان.

٩٦ - ﴿يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾:

أفادت هذه الآية أنهم لا يقصدون بحلفهم الإِعراض عن لومهم والصفح عنهم فحسب بل يحلفون لكم لترضوا عنهم وتطمئنوا إليهم بعد الصفح عنهم، ولكن الله ينهاكم عن الرضا عنهم، فإن ترضوا عنهم فقد خالفتم ربكم لأن الله تعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين فكيف ترضون عنهم.

﴿الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٩٧)

[المفردات]

(الْأَعْرَابُ): سكان البادية، والعرب: أَهل الحضر والبادية فهو أَعم.

[التفسير]

٩٧ - (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا):

لما تحدثت الآيات السابقة عن المنافقين الذين تخلفوا عن الجهاد، عقبها الله سبحانه بهذه الآية وما تلاها، لتضمنها الحديث عن نفاق الأَعراب وكفرهم، وزيادته عما عليه المنافقون بالمدينة.