للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وترتيب الإثابة بالجنة على الإيمان والعمل الصالح: يؤذن بأن العمل الصالح، لا بد منه للحصول محل هذا الثواب، فهو الدليل على صدق الإيمان وقوته، وحياته، فكما أَن أغصان الشجرة وثمارها، دليل على حياة الشجرة وقوتها، فكذلك العمل الصالح، دليل - على حياة الإيمان وقوته.

﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (٨٣)

[المفردات]

﴿مِيثَاقَ﴾: الميثاق: العهد المؤَكد.

﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾: أي وتحسنون بالوالدين إحسانا مطلقا بلا حدود.

﴿وَالْمَسَاكِينِ﴾: الذين أذلتهم الحاجة وأسكنتهم.

﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾: أي قولوا لهم قولًا حسنا، وهو ما تطيب به النفوس.

ومنه الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، في غير عنف ولا خشرنة.

[التفسير]

شروع في ذكر بعض القبائح التي ورثها اليهود المعاصرون للرسول عن أَسلافهم، ممَّا يجعل الإيمان مستبعدًا منهم، ويحمل المؤمنين على ألا يطمعوا فيه. وذلك أَنهم تولَّوا مدبرين عما أخذ عليهم العهد به من الفضائل. ومن كانوا كذلك، فلا ينبغى أَن يطمع المؤمنون في إيمانهم.

٨٣ - ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ … ﴾ الآية.

أي واذكروا أيها المومنون، وقت أن أخذنا ميثاق بني إسرائيل، وعاهدناهم عهدًا مُؤكدا في التوراة: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ﴾ أَي وقلنا لهم فى العهد: لا تعبد ون إلا الله،

<<  <  ج:
ص:  >  >>