للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (٦) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٧)

[المفردات]

﴿لِتُنْذِرَ﴾: لتخوف وتعظ.

﴿لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ﴾: لقد ثبت ووجب القول بالعذاب.

[التفسير]

٥، ٦ - ﴿تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾:

قوله - تعالى -: ﴿تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾: استئناف لإظهار فخامة القرآن الإضافية بعد بيان فخامته الذاتية بالقسم به، ووصفه بالحكمة.

والمعنى: نزل هذا القرآن تنزيلا على محمد من الله العزيز في ملكه، الرحيم بخلقه.

ولهذا قال الله في شأْنه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.

وفي تخصيص الاسمين الكريمين المعبرين عن الغلبة الكاملة، والرحمة الشاملة مزيد من التنويه بفضل القرآن الكريم، وسمو مرتبته.

وقوله تعالى: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾: تعليل للتنزيل متعلق به، أَي: نَزَّل هذا القرآن العظيم العزيزُ الرحيمُ؛ لتخوف به يا محمد قومًا لم ينذر ولم يخوف بمثله آباؤُهم الأَقربون، لتطاول مدة الفترة عليهم حتى تغشاهم الجهل. وران على قلوبهم الكدر فهم غافلون لا تستشعر قلوبهم رسالة، ولا تستشرف لرسل قبله حتى أصبحوا في الحاجة الملحة إلى من ينذرهم ويرشدهم تخويفًا من عذاب الله، وطمعًا في رحمته.