بينت الآيات السابقة أحداث الشفاعة وأحوالها وفزع أهل السموات والأرض عندما يفاجأون بها إلا من شاء الله، ومجيئهم جميعًا لحساب ربهم صاغرين، وأن من جاء بالحسنة فله ثواب خير منها، ومن جاء بالسيئة عوقب بها جزاء ما كانوا يعملون في الدنيا.
وجاءت هذه الآية وما بعدها في ختام السورة لتقرر آمر التوحيد والبعث اللذين دار عليها الحوار بين النبيين وأممهم في ثناياها.
ومعنى هذه الآية: إن الله - تعالى - ما أمر نبية محمدا ﷺ به من عنده، إلا بأن يعبد الله رب هذه البلدة - مكة - التي جعلها الله حرما آمنا منذ عهد إبراهيم ﵇ وله وحده كل شيءٍ، فلا يصح أن يعبد معه سواه، وما أمره الله سبحانه إلا بأن يكون من المسلمين المنقادين لشريعة الإسلام، فلا سبيل له ولا لغيره أن يحيدوا عن توحيد الله، ولا أن ينصرفوا عن دين الإِسلام.
وكما أمر الله نبيه بذلك أمره بتلاوة القرآن وتكرار الإرشاد به، لتنكشف للناس الحقائق المخزونة في آياته، فإن المواظبة على قراءته والوعظ به، من أسباب انكشاف الفيوضات الإلهية والأسرار القدسية، فمن اهتدى بما يسمعه من عظات القرآن ونصائحه، وبتلاوته من آن لآخر - كما يفعله الرسول - فمن اهتدى بذلك فما تعود منفعة اهتدائه