ومعنى الآية: من جاء بالفعله الحسنة من توحيد وصلاة وصيام وزكاة وغيرها، فله جزاءً أعظم منها، حيث يجزى على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله، جزاءً دائِما جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، وهؤلاء المتقون المحسنون آمنون من خوف العذاب يومئذ مطمئنون، وثوقا بوعد الله الذي لا سبيل إلى الخلف فيه ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾.
المراد بالسيئة هنا: الشرك، وغلبة السيئات على الحسنات، ويبقى كل منهما في النار على حسب حاله، فالكافر خالد فيها أبدا كما جاء في وعيده في القرآن والسنة، والمؤمن الفاسق يخرج منها بعد أن ينال نصيبه من العقاب فيها، فإنه لا يبقى في النار من في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، كما جاء في صحاح السنة، ولهذا ختمت الآية بقوله - سبحانه -: ﴿هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أي: لا يجزون إلا على حسب أعمالهم.
ومعنى الآية: ومن جاء بسيئة الشرك أو طغت سيئاته على حسناته، فألقوا في النار على وجوههم (١) قيل لهم: هل تجزون إلا بعقاب مماثل لما كنتم تعملونه من السيئات؟
(١) ويجوز أن يكون المعنى: فألقيت نفوسهم في النار بإطلاق الوجه على النفس مجازًا، كما أطلقت الأيدي عليها مجازًا في قوله - تعالى - " … فبما كسبت أيديكم" وقوله: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".