للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٥٦) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (٥٧)﴾.

[المفردات]

﴿مُبَشِّرًا﴾: تبشر الذين اتبعوك بالخير في الدنيا والآخرة.

﴿وَنَذِيرًا﴾: تنذر المكذبين المعارضين لدعوتك وتخوفهم بعذاب بالغ في الشدة.

﴿سَبِيلًا﴾: طريقًا يسلكه إِلى توحيد الله وإِفراده بالعبادة.

[التفسير]

٥٦ - ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾:

هذه الآية جاءَت بعد الآية السابقة عليها، ليتسلى بها رسول الله فلا تذهب نفسه حسرات على عناد قومه وإشراكهم.

والمعنى: ما عدنا إليك بهذه الرسالة التي بعثناك بها إلى قومك ومَنْ وراءَهم لتحملهم عليها قسرا، وإِنما أَرسلناك مبشرًا بالسعادة والنعيم المقيم في الجنة لمن أَطاعوك، وصدقوك واتبعوا سبيلك، ونذيرًا بعذاب شديد متناهى الإِيلام لمن خالفوك وعارضوك، وكذَّبوا دعوتك، فلا يحزنك هؤلاء الذين يسارعون في الكفر بغير روية، ويستمرون عليه بعد ما قمت به من أَمر التبليغ على خير وجه، وأَوضح بيان.

٥٧ - ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾:

أَي: قل أَيها الرسوك واعظًا لهؤلاء المشركين، ودافعًا عن نفسك مظنة الانتفاع: ما أَسأَلكم على ما أَدعوكم إِليه من توحيده وعبادته أَجرًا، ولا أَطلب منكم في سبيل القيام بتبليغه جزاءً، إلا اهتداءَ من شاءَ أَن يتخذ إلى ربه سبيلا، فهذا أَعظم أَجر يناله الداعية إلى الحق وإِلى طريق مستقيم.