للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا﴾: ما يستظل ويتقي به حر الشمس وضوءها من سقف وشجر وغمام وغير ذلك.

﴿أَكْنَانًا﴾: جمع كِنٍّ وهو ما يستتر به ويسكن فيه كالكهوف.

﴿سَرَابِيلَ﴾: هي الثياب مطلقا، جمع سربال أو سربالة.

﴿تَقِيكُمُ الْحَرَّ﴾: تحفظكم منه، كما تحفظكم من البرد أيضًا، ففيه اكتفاء بأحد الضدين عن الآخر.

﴿وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ﴾: هي لباس الحربِ كدروع الحديد وأغطية الرأس منه.

[التفسير]

٧٨ - ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ﴾:

بعد أَن ضرب الله المثل للناس على فساد الشرك، واتخاذ الأوثان شركاء لله في العبادة، شرع في ذكر عدد من دلائل قدرته وبديع حكمته وجليل نعمته على عباده التي يستحق بموجبها أَن يُعْبد دون سواه، وأن يشكر ولا يكفر به، ومعنى هذه الآية أن الله تعالى يخرجكم من بطون أُمهاتكم وليست لديكم القدرة علي تحصيل العلم، فقد كانت ملكاتكم في طفولتكم عاجزة عن أداء وظيفتها فمنَّ الله عليكم بنمو أَجسادكم وحواسكم وملكاتكم، لكي تُحصِّلوا بها العلم والمعرفة، فبالسمع تسمعون، وتُدركون المسموعات، وبالبصر تدركون المرئيات، وبالعقول والأفئدة تميِّزُون بين الخير والشر والنافع والضار، وتحصلون العلم، وقد فعلنا ذلك لكم وأنعمنا به عليكم.

﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾: أَي لكي تشكروا الله وتعرفوا له فضله فلا تعدلوا به أحدًا سواه.

٧٩ - ﴿أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ﴾:

هذه آية أخرى حثنا الله فيها علي النظر في عجائب صنعه.