بعد أَن ضرب الله المثل للناس على فساد الشرك، واتخاذ الأوثان شركاء لله في العبادة، شرع في ذكر عدد من دلائل قدرته وبديع حكمته وجليل نعمته على عباده التي يستحق بموجبها أَن يُعْبد دون سواه، وأن يشكر ولا يكفر به، ومعنى هذه الآية أن الله تعالى يخرجكم من بطون أُمهاتكم وليست لديكم القدرة علي تحصيل العلم، فقد كانت ملكاتكم في طفولتكم عاجزة عن أداء وظيفتها فمنَّ الله عليكم بنمو أَجسادكم وحواسكم وملكاتكم، لكي تُحصِّلوا بها العلم والمعرفة، فبالسمع تسمعون، وتُدركون المسموعات، وبالبصر تدركون المرئيات، وبالعقول والأفئدة تميِّزُون بين الخير والشر والنافع والضار، وتحصلون العلم، وقد فعلنا ذلك لكم وأنعمنا به عليكم.
﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾: أَي لكي تشكروا الله وتعرفوا له فضله فلا تعدلوا به أحدًا سواه.