للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾.

[التفسير]

٨٧ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ … ﴾ الآية.

الربط: لما مدح الله مَن آمن من علماءِ أَهل الكِتاب، ناسب أَن يؤَدبَهم بأَدب الإِسلام فبين لهم: أن الدين الإسلامي، لا يحرم الطيبات، التي كانوا يحرمونها على أنفسهم، حينما يسلكون سبيل الرهبانية. وإنما هو دين يحرم الاعتداءَ والتجاوز.

وجاء ذلك بأُسلوب عام لجميع المؤْمنين، حتى يتأدبَ به كل مؤْمن.

سبب النزول:

روى البخاري، عن أنس، قال: جاءَ ثلاثة رَهْطٍ (١) إلي بيوت أَزواج النبي ، يسألون عن عبادته، فلما أُخبروا - كأَنهم تَقالُّوها - فقالوا: وأين نحن من النبي ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأَخر:

فقال أحدهم: أمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي الليلَ أبَدًا. وقَالَ آخَرُ: أَما أَنا فَأَصُومُ الدَّهْرَ ولا أفْطِرُ. وقال آخَرُ: أمَّا أنَا فَاعْتَزِلُ النِّسَاءَ، ولَا أتَزَوَّجُ أَبَدا.

فجاءَ رسولُ الله فقال: "أنتُمُ الّذِينَ قُلْتم: كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا وَالله، إِنِّي لأخْشَاكُمْ لِلهِ، وَأَتْقَاكُمْ لِلهِ … لكِنّي أَصُومُ وَأُفطِرُ، وَأُصَلِّي وَأرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ. فَمنْ رَغِب عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنّي".


(١) إضافة ثلاثة إلى رهط: بيانية، أي ثلاثة هم رهط. والرهط: يطلق عل العدد من ثلاثة إلى تسعة.