واختلف في هذا العجل: هل كان مهيَّئا قبل مجيئهم، أو أَنه هُيئ على عَجَلٍ بعد مجيئهم، واختار الأَول أَبو حيان، واختار الآلوسى الثاني لأَنه أَبلغ في الإِكرام.
أي فلما رأى إبراهيم ﵇ أَيدى الملائكة لا تمتد إلى لحم العجل الذي قدمه لقِراهم ولا تتناول منه شيئا ليأْكلوه، استنكر ذلك منهم وشعر بالخوف من جهتهم فإنَّ الغريب إذا قدم له الطعام لإِكرامه، يبادر إِليه ولا يمتنع عنه إلا إِذا كان يريد برب البيت سوءًا …
قالوا حين رأوا أَمارات الخوف منهم بادية عليه: لا تخف ضررًا من جهتنا، إِننا أُرسلنا من الله إلى قوم لوط لإِهلاكهم جزاءَ إتيانهم فاحشةً ما سبقهم إلى فعلها أَحد من العالمين.
﴿فَضَحِكَتْ﴾: سرورا بما رأَت وسمعت من زوال الخوف عن زوجها وكلام الملائكة له ومجيئهم لإِهلاك المجرمين. ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ﴾: أي فأَتبعنا سرورها سرورا أَتَم